أوراق رجل عاشق لـ عبدالستار ناصر الورقة (12)

" شكرا" ياسيدتي لأنك في حياتي ، أشكرك جدا" "

صار عمري فوق الثلاثين ، وصارت أحزاني فوق الثلاثين .. لكنني أشعر فعلا"يامولاتي لأنك في حياتي .. ايتها العزيزة جدا" ، أكتب لك لأول مرة بعد غياب طويل ..ولأول مرة في حياتي اخاف مما أكتب .. أي سحر في صوتك الغامض العجيب ؟ كيف تسرب الى كل وريد في جسدي وغطى على كل شريان يسري في دروب عقلي ؟ رجعت من الحرب قبل ايام قليلة ، ماذا جرى هناك يااعذب النساء ؟ ماذا جرى في قلبي ؟ ماذا فعل الصمت والليل والقذائف والنجوم في اعصابي ؟ كنت أكرر اسمك عشرات المرات، مع كل نبض سري من نبضات روحي ..أكرر اسمك مثل مخبول ، كانني اريد ان اسحبك من أرض بغداد الى ارض المعركة .

قلت في نفسي :ماذا سيجري في العالم اذا أعلنت حبي ؟ هل ستنقلب الدنيا ، أو يصير الابيض أسودا" ؟ هل سيصير النهر دما" وهل تصير الارض في مسامات السماء ؟

قلت في نفسي : كلا .. لن أخبرها بشي ْ ، بعد هذا الغياب الرهيب ، بعد هذا الحزن الذي عشته وحدي .. ثم أنني – بين الناس الموهومين- سيْ السمعة . هل تدرين أنني سيْ السمعة أيتها العزيزة ؟

من يدري ؟ ربما تصدقين مايقوله الناس عني ، وأكون بين يديك – ضحية هذا القول الفاحش – انها دنيا (غلط) وصار من نصيبي ان أعيش حبي في دوامه صاخبه يديرها النفاق والحسد .. لكنني مازلت ارى نفسي في عينيك ، اشعر احيانا" انك تنظرين الى وجهي بحب كبير .. هل تراني على خطأ آخر ؟ لكنني اعيش ياسيدتي على احساس دائم : ان في نظراتك الكثير من الاسرار والحب معا" ...

أنا هالك ياولية أمري في هذا الحب الغريب الذي يشبه المعجزة .. هالك غارق .. أخاف أوهامي وهي تطاردني ، لئلا تكوني أو يكون كل هذا الحب مجـــــرد ( وهم آخر) كيف تظهرين من بطون الاسرار ايتها السيدة المولعة بقتلي ؟ أسمعك تصرخين من تحت السماء الزرقاء ( انا هنا أيها المجنون ، انا مازلت هنا ايها المولع بقتلي ) ...

هل كنت احلم كل هذا الوقت سيدتي ؟ ماكنت اصدق أن أرى في العالم كله امرأة تحطم كبريائي .. ا ن ارى أي وجه انثوي يثير غروري ورجولتي ، لكنك تظهرين من داخل الروح ، من باطن القلب ، من شرايين العقل وتصرخين بي :

- أنا هنا أيهاالمجنون ، أنا مازلت هنا أيها السيد المولع بقتلي ...

آخ يامولاتي ، أية لوعة ارى وأية لوعة اعيش ، لماذا ؟ لماذا دون آلاف النساء في بغداد ، لماذا دون ملايين النساء في العالم تكونين أنت ( وحدك) مأساتي وجنوني وخوفي ؟ لماذا تقطعين شريان قلبي ولماذا اعاند نفسي في الرجوع الى دنياك الغريبة ... لماذا أيتها ( اللوعة ) الجميلة مازلت ارى في عينيك نصف حياتي وبين اصابعك النصف الثاني ؟

ترى ، هل بقي في الحياة من شي ء اكبر من هذا الحب الذي أشرق كما الشمس ، الذي نبع كالانهار ، وبزغ في ليل عمري كالقمر .. ولمن عساني أعترف ياسيدتي ؟ لمن أعترف وكيف اعترف وباي وجه سأعترف ؟ انها محنة رجل عاشق عاش سنين العمر كلها بين الرعب والكوابيس والمطاردة ، وانا – كما تعرفين – وحدي ، وحدي تماما" ياأحب الاحباب ، وحدي رغم الملايين الذين يدورون حولي ويمشون في دائرتي .. وحدي ياسيدتي ، وهل يحق لي أن اعيش في أوهامي وتخريفاتي وأحلامــي وطريقــي المستحيل ، وافكـــــر انك لي ..الى الابد؟

لاشك ياعزيزتي ان اروع من كتب نثرا عن الحب والمرأة عربيا هو عبدالستار ناصر
بالمناسبه هذا الكاتب العراقي الكبير ظل يعيش قصة حب خرافية مع كاتبة عراقية اخرى
حتى ثار على نفسه مرة وكتب اسمها في احدى رسائله وهو الان يعيش في القاهرة على مااعتقد
تحياتي لك.

ان اعظم سنن العشاق ان يكتموا أسراهم .. فمن اباح اطاح .. ومن تجرأ تبرأ .. ومن جرح برح .. فلنحسن الصبر والكتمان .. وان اكل حلاوة لقاءنا .. الحرمان!! .. تحياتي للكاتب عبد الخالق الجواري

صعب ان ينسى الانسان جراحه والاصعب ان يعلقها على شماعة التعود
قديكون المرء جبلا او بحرا او اغنية
وقد يكون هو نفسه جرحا يمشي على الارض
ولكن يموت العاشق وتموت اسراره معه
افضل من ان ينقش جراحه في الامكنه ويحولها نصوصا وحكايات يستمتع بها الاخرون
وقد لايعرفون قيمتها

[في تصريح لمدير المركز الثقافي الفرنسي، ان اروع ما وصلنا من ملاحم الحب هو ما دونه العشاق بانفسهم ومنحت الدرجة الاولى لقيس الملوح في حين حجبت عن شوقي لان الاحساس كان منسوخا في مسرحيته مجنون ليلى ، ... في عصرنا لا يوجد مجانين في الحب لان قيس الحضارة يستطيع ان يستبدل ليلى بالف ليلى وليلى وبوسائط متعددة ويموت بلا ليلى واحدة تبكي عليه او يبكي عليها، انه الواقع]

من جن بالحب فهو عاقل
ومن جن بغير ذلك فهو مجنون........ تحياتي وشكا الج

في غفلة من الزمان جنت حاستي السابعة ... فوجدت ان لا عقل سواه .. ولما أفقت وجدت ان من الجنون ان ابقى على هواه ...

الى المتألقة سلفانة

كاتبنا المبدع عبد الخالق الجواري

ذكران

الاخت شمس احمد

تقبلوا شكري وتقديري لمروركم الرائع ... زهرة الشمس