ها
انا ياسيدتي اسير خلف سرابك خطوة خطوة وانا اؤمن تماما انني انكسر خطوة خطوة
فلقد
توصلت الى حقيقة واحدة في هذا العالم وهي ان الله خلقك ليزيد في عذابي,
تمرين
من امامي فتمر كل حقول الدنيا واخضرارها البهيج واسعد في استنشاق عطرك لحضات ضئيلة
مثل
لحضات دخول اشعة الشمس الى زنزانة رطبة
اجد
نفسي بعد رحيلك اعيش رحيلا متكررا (في انتظار غودو)الذي لن ياتي
التقيتك
ذات صباح تمشينا معا في خطوات مشوار طويل لم اكن اتوقع انه سوف يفرق خطواتنا كل
الي جهة معاكسة,
هل
تذكرين لقائنا الاول؟هل تتذكرين مثلي كل كلمة دارت بيننا وماذا كنت ترتدين وكيف
كانت قصة شعرك او لونه,
هل
تتذكرين مثلي ذلك الانبهار الذي انتابنا نحن الاثنين ببعضنا؟
لاازال
اتذكر كل شيء يخصك كل شيء حتى التفاصيل التي لن تخطر على بال احد مثل نوع الشاي
الذي تدفئنا به
صباح
يوم بارد,
كتبت
في دفتري الصغير الذي اخفيه عن عيون الاخرين عندما عدت الى غرفتي الخاصة((لقد وجدت
اخيرا المرأة التي فتحت باسوورد قلبي))
هل
تذكرين ياسيدتي
طلبت
ان التقط لك صورة تركت النصف الايمن منها فارغا واخبرتك ان هذا الفراغ سيكون لي
انا دون غيري
وبهذه
الطريقة اعلنت لك انني مغرم بك,
وكاي
مراهق صغير اخذت قصاصة من ورق وكتبت لك
فيها((من احبك لن يكون بامكانه ان يحب ثانية))
ثم
دسستها بيدك,
كنت
ابتكر شتى الاعذار من اجل ان القاك,
وكنت
سعيدا جدا عندما استقبلتني عائلتك بكل ود ,كنت تقومين بضيافتي بشكل ملفت للنظر دون
غيري
حتى
ان تصرفك سبب لي احراجا لم اعهده في حياتي ,
تطلعت
الى ملامح عائلتك والصور المعلقة على جدران الغرفة والهاتف الارضي الذي شهد ساعات
حواراتنا
حتى
احترقت اسلاكه من سخونة الاشتياق واللهفة,
بينما
رحت اتبادل مع اهلك الاحاديث المعتادة عند العراقيين عن الوضع والكهرباء والعمل
كان كل عقلي عندك
وكانت
عيوني تتلصص حركاتك بينما تمرقين من امامي واذناي تتحسسان حوارك في عمق المنزل مع
امك
احببتك
لدرجة الهذيان,لم اتقن في حياتي شيء غير الهيام بك وبشخصك وروحك ووقع خطواتك وانتي
تلونين يومياتي بعطرك الاسر
كانت
السنين تمر علينا دون ان نشعر بها فقطعنا اشواطا من الزمن اذهلت من حولنا واتعست
حسادنا
ولكن
سرعان ماتهاوى كل شيء عندما بدأت علاقتنا تتصدع بفايروس قاتل اسمه الشك,
الشك
الذي حاولت الظروف ان تزرعه بيني وبينك,الشك الذي استطاع ان يدق بيننا اسفين
الفراق
وصرنا
مع الايام غريبين عن بعضنا وتعالت بيننا جدران شاهقة بناها الاخرون بصبرهم على
ضعفنا
وتربصهم
لانهاء علاقتنا,
كنت
الاحظ موت الاحاسيس عندك وعندي,لم تعد للكلمات فائدة ولا للمشاعر جدوى بحيث يمكنها اخراج
حبنا من غرفة الانعاش
انتهت
حكايتنا ,وصارت مجرد حكاية
انتهت
عندما ارسلت لك نفس الصورة التي كان نصفها الفارغ مخصص لي
انتهت
وانا ارسلها اليك بعد ان كتبت عليها
(اترك مكاني الفارغ لشخص اخر)
ملاحضة: (في انتظار غودو)مسرحية لصموئيل بيكت تؤطر قصة انتظار لشخص منقذ لن ياتي ابدا