بينما احاول ان انقح مسودة كتاب الصديق عبدالخالق الجواري الاخيرة اعجبني هذا المقطع وهاانا انقله لكم عساه ان يعجبكم.
اخوكم
د.غسان
تنتفض
في اعماقي ذكرياتك, تتسلل داخل شراييني التي اغلقها صدء العيش بدونك
هنا
التقينا..هنا بادرتيني بالسلام, هنا همست لك احبك.
تتعالى
في صدفة غريبة من جهاز التلفاز الذي اتجاهله في منزلي ولايؤدي لي غير دور صانع
الضجيج الذي يدق مسامير نعش وقتي, اغنية لطالما فضحت اسراري الصغيرة التي احاول ان
اخفيها عن عيون الاخرين.
اغنية اجنبية احببناها معا تقول( انني لن انساك لان اسمك مكتوب في كل مكان حتى في جفون عيوني ).
احببتها
حد الجنون و في مكان اغرقته الشمس بفيض اشعتها رايتها شمسا اخرى تسطع في عالمي
الذي لم اكن اطيق ظلمته الحالكة, صرخت بوجهها احبك.اعشق وجهك الطفولي الذي انبت في
دنياي بساتين من الخوخ والعنب والابتسامات المتعالية التي كانت تنفث في موتي حياتا
متجددة
لماذا
يظل معي كل شيء يخصك انت بينما تتلاشى من ذاكرتي اشياءات الاخرين
.صورهم,عطورهم,الوانهم,اغنياتهم,لايبقى في ذاكرتي المرهقة غيرك انت بكل تفاصيلك الصغيرة
التي لايعرفها حتى اقرب الاقربون عليك غيري.
خذي
ورقة واكتبي عليها اول حرف من اسمي وستكمل يداك بقيتي دون ان تقومي انت بذلك
لقد
فعلتها بيني وبين نفسي عشرات المرات وخرجت بنفس النتيجة
احتاج
اليوم كثيرا الى مختبر يحلل دمي وخلاياي ليطمئنني مالذي احترق مني ولماذا سكنت
وقتي ودمي وقلبي وعقلي دون الاخرين ولماذا افترقنا هل كانت الخلطة بيننا متنافرة
هل امتزاج روحينا اول مرة كان خطأ فادحا؟
هل
تشعرين بحفيف اقدامي وانا اعتلي السلم اليك بينما يخونني قلبي الذي اتعبه الاشتياق
اليك؟
هل
تسمعين قرقعة حريقي الذي اشعلت شرارته الاولى بكلمة واحدة قلتيها دون ان تعرفي
ماذا سيحل بالعهد الذي اقسمنا عليه معا ذات يوم
لن
اكتفي بالموت لكي استريح ,ولن اكتفي بعودتك الى احضان قلبي كي استريح,
لم
يعد لي قلب مثل الذي كان,ولم يعد لي فرح مثل الذي كان
ولم
اعد انا مثل الذي كان
هذا
الرجل المتسمر امامك ليس انا انها روح رجل اخر تقمصني ودفعني لان اكتب لك ولي
وللاخرين
احكي
عن قصة عشق انتهت ,ولكن جزئياتها الدقيقة لم تزل حية تطوف في دورتي الدموية,
تنشر
الالم والحزن في اعماق اعماقي ليطفو على السطح ملامح وجه ارهقه السهر وعيون ذبلت
من طول الانتظار
سيجارة
في اليد ونظرة متخمة بالاشتياق هي كل ما بقي مني في رحلة الحياة هذه,
اداوي
حزني بفنجان قهوة احاول ان افكك رموزه بخبرتي لكي اتعرف على مصيرك ومصير تلك الاغنية التي لم تزل ترتل نبض قلبي المرتجف الذي لم يعد يقوى على الحياة من دونك.