قصة قصيرة للمخرج ناصر حسن

[center]منتصف الجسر[/center]

فى يوم ما فى العراق وفى احدى المدن ومع صوت اطلاقات الرصاص ودوي الانفجارات وفوضى المكان كان اخوان يسيران مسرعين لا يدريان باى اتجاه يذهبان واخرون يتراكضون متسارعين افرادا وجماعات اطفالا ونساء ورجال . وجوه ملثمة لمسلحين يستعرضون قوتهم .بعضهم يمرون بسيارات متنوعه . اصوات غير مفهومه من مكبرات الصوت و منبهات سيارات الاسعاف والنجده مختلطة مع دوى الانفجارات ولعلعة الرصاص .

فى خضم هذه الفوضى العارمه اضطر الاخوان الى تغيير اتجاهيهما و عبور الجسر الى الجانب الاخر عسى ان يكون اكثر امانا . كلما تقدما ازدادا هلعا و خوفا. على الجسر اناس يتراكضون باتجاهين متعاكسين .سيارات محترقة على ممر الجسر . تناثرت على ارصفة الجسر خضراوات بائع متجول احترقت عربته وسقط ميتا على سياج الجسر. فرغ الجسر الا من الاخوين وهما يهرولان نحو الجانب الاخر ويصلان منتصف الجسر وقد اصابهما هلع شديد. احدهما يخاف على الاخر.الكبير لا يخاف على نفسه بل يخاف على اخيه وازداد الصغير خوفا على اخيه لان اسمه (( على )) و على هو الآخرخائف على((عمر)) .

شاهدا سيطرة مسلحين تنتظر وصولهم بالجانب الآخر توقف الكبير وسحب اخاه الصغير الى الوراء وعندما استدارا ليتراجعا لاحظا سيطرة اخرى تاخذ مدخل الجسر موقعا لها وبدات باطلاق الرصاص على السيطره المقابله وتوقف الاخوان مرة اخرى وتراجعا الى سياج الجسر.

( لا يزال صوت الرصاص يغطي الاسماع من كل جانب)

عمر : ماذا نفعل ؟ لماذا توقفنا؟

على : لا ادرى اى الجماعات هذه او تلك . باي اتجاه نذهب.؟؟........

عمر : لنرجع ادراجنا ..... او نستمر بالعبور .............

على: وما الضمان.؟؟ باى جانب نذهب يقتل واحد منا يا عمر ....

(ويستمر الاطلاق بين القوتين..وكلما يشتد دوى الرصاص يزداد خوف وقلق الاخوين. يصاب الصغير بشظيه اطلاقة اصابت سياج الجسر ويحضن ( على) اخاه خوفا من ان يردى برصاصة اخرى من احد الطرفين. دوى انفجار يشق عنان السماء و تستمررشقات الرصاص من الجانبين. ويصاب ((على)) برصاصة تؤدى الى جرحه فى الكتف وينهض عمر لياخذ يشماغه ويشدها على كتف على ) .

عمر : انهض يا(على) انهض ...

( يحاول على ان ينهض وهو متاثرا بجرحه ويساعده (عمر) على النهوض يفكر عمر برهة ليجد الحل ينظر يمينا ويسارا ..... ( علي) يفهم ما يدور في بال اخيه ويفاجئه.).

علي: النهر؟ ...........................

عمر: نعم النهر..ليس لنا سوى النهر. والرب يحمينا .

يساعد احدهما الاخر يتمايل( على)) من جراء اصابته .

يصعد الاخوان سياج الجسر يتوقفان لحظة وينظر كل منهم الى جانب من الجسر بنظرة عتاب يتماسكان ويلقيان بنفسيهما الى قاع النهر .

ويتصاعد صوت اطلاق الرصاص مهلهلا بالفضاء من الجانبين باتجاه الاخوين الى داخل النهر ليتلاطما بامواج النهر ثم يبتعدا مع مجرى المياه بعيدا عن الجسر .

ولتستمر الحياة)

مشكووووووووووورة حلوة وياربي اعد الامان الى بلدنا العزيز

الاستاذ ناصر حسن قصصه حلوة كلش والان هوا في تصوي لفلم ان شاء الله يعجب الناس لانه فلم رائع جدا