أعلن مصدر مسؤول في وزارة التخطيط بحكومة اقليم كردستان، اليوم الاثنين، ان بند "القومية" في استمارة الاحصاء السكاني لن يشكل عقبة أمام اجراء الاحصاء السكاني العام بالعراق، لافتا الى ان الادارة المحلية بمحافظة نينوى أبدت مرونة في اجراء الاحصاء.
وعقدت الهيئة العليا للاحصاء بوزارة التخطيط العراقية اليوم، اجتماعا برئاسة وزير التخطيط علي بابان، لبحث آخر مستجدات عملية الاحصاء السكاني العام والعراقيل التي تعترضها، ولكن الاجتماع لم يتطرق الى تأجيل الاحصاء الى موعد آخر.
وقال رئيس هيئة الاحصاء بالاقليم، سيروان محمد، الذي شارك في الاجتماع بصفة رئيس وفد الاقليم، لوكالة كردستان للأنباء (آكانيوز) ان "الاجتماع خلق لدينا شكوكا، لأن الاطراف السياسية المعارضة لاجراء الاحصاء دعت للمشاركة فيه، في حين ان الاجتماع كان مخصصا لبحث المسائل الفنية فقط".
وأضاف محمد ان "الادارة المحلية في محافظة نينوى، التي كانت تعارض اجراء الاحصاء ، أبدت المرونة في اجتماع اليوم، واتفقنا معهم على معالجة المشاكل الموجودة بين الاقليم وإدارة نينوى".
ومن المقرر ان تجرى عملية التعداد السكاني العام في العراق في الخامس من شهر كانون الاول/ديسمبر المقبل، بعد ان قررت الحكومة العراقية تأجيل العملية التي كان من المقرر اجراؤها في 24تشرين الاول/اكتوبر الماضي.
وقررت حكومة العراق الفيدرالية في الثالث من تشرين الاول/اكتوبر الماضي تأجيل عملية التعداد السكاني في العراق، بناء على طلب محافظ نينوى اثيل النجيفي بذريعة عدم اشراك المكلفين باجراء الاحصاء في المحافظة بالدورات التدريبية الضرورية لانجاز مهام عملهم.
وحول مسألة حذف فقرة القومية من استمارة التعداد السكاني، التي طالب بها وزير التخطيط العراقي والإدارة المحلية في نينوى وقسم من عرب وتركمان كركوك، أوضح محمد "اننا شرحنا في الاجتماع، أهمية وجود هذه الفقرة"، مبينا ان "وزير التخطيط أعلن عدم بحث فقرة القومية بعد الآن، وأكد على بقائها كما هي".
وكان من المقرر أن يجري التعداد السكاني العام بالبلاد في السنة الماضية، إلا أن العملية تأجلت بسبب "مخاوف من أن يسهم مثل هذا التعداد في تأجيج التوتر المذهبي والعرقي في عموم العراق وخاصة في مدينتي كركوك ونينوى" حسب ما ذكره وزير التخطيط العراقي علي بابان في ذلك الوقت.
وكان وزير التخطيط العراقي علي بابان، قد قال في بداية الشهر الماضي، انه سيقدم استقالته مالم تحذف فقرة القومية من الاستمارة.
وأشار رئيس هيئة الاحصاء بالاقليم، الى ان "العرب والتركمان في كركوك، أعلنوا صراحة عن معارضتهم لاجراء الاحصاء السكاني في موعده المحدد، بدعوى ان اقليم كردستان قام بتغير ديموغرافية كركوك وأسكن فيها عددا كبيرا من الكرد"، منوها الى ان "الجميع أكدوا خلال الاجتماع، على ضرورة اجراء عليمة الاحصاء في الموعد المحدد وعدم تأجيلها".
وبحسب هذا المصدر، فان وزير التخطيط العراقي، أبلغهم بان الوزارة سترفع تقريرها حول نتائج الاجتماع، الى مجلس الوزراء العراقي، من أجل اتخاذ القرار النهائي بشانها.
يذكر ان أول أحصاء لسكان العراق أجري عام 1927، حينها كان سكان العراق نحو مليونين نسمة، وفيما بعد في أعوام (1834، 1947، 1957، 1965، 1977، 1987، 1997) أجريت عملية الاحصاء السكاني.
ولم يشهد العراق منذ العام 1987 إحصاء شاملا في عموم البلاد، لأن الإحصاء الذي اجري في عام 1997 لم يتضمن محافظات إقليم كردستان الثلاث.
وكان عدد العراقيين 16 مليون نسمة عام 1987، ويتوقع ان يبلغ عددهم هذ المرة ما بين 30 و31 مليونا، بحسب توقعات الجهاز المركزي للإحصاء.