8 كتل نيابية تمنع استخدام الرموز الدينية في الانتخابات

واجه إصرارالمجلس الاعلىالاسلامي بزعامة عبدالعزيز الحكيم على استخدام صور المرجع الشيعي آية الله علي السيستاني للدعوة الانتخابية اعتراضات واسعة بين الكتل النيابية، فيما أعلنت الحكومة عزمها حظر استخدام صور شخصيات دينية لا تخوض الانتخابات.

وقال الناطق باسم الحكومة علي الدباغ إن الحكومة تبحث في حظر استخدام الأحزاب صور شخصيات لا تخوض الانتخابات فضلا عن حظر تنظيم حملات انتخابية في أماكن العبادة.

وكانت الحملة الانتخابية التي أطلقها المجلس الأعلى أثارت انتقادات الأطراف الأخرى، ولاسيما أنه استخدم صور المرجع الشيعي الاعلى اية الله العظمى السيستاني.

وفيما قاد الشيخ جلال الدين الصغير الحملة في البصرة والعمارة، مؤكدا ان إنقاذ المدينتين من الظلم والحيف يتمثل بالمشاركة في الانتخابات واختيار قائمة المجلس التي ترفع لواء المرجعية الدينية في النجف، فان زعيم المجلس الاعلى عبد العزيز الحكيم كان اكثر (تسامحا وليونة) وهو يتحدث من النجف الخميس، داعيا الى المشاركة المكثفة في انتخابات مجالس المحافظات، عاداً ان الرموز الدينية تمثل هوية قائمة الائتلاف الموحد، لكنه قال ايضا اذا ماتم حظرها فانها ليست قضية مصيرية.

ويأتي خطاب الحكيم هذا، ودعوته للمشاركة الواسعة في الانتخابات، كأول موقف علني من قبل الائتلاف العراقي الموحد الذي يتزعمه ، على الانتخابات المثيرة للجدل التي من المقرر اجراؤها في الاول من تشرين الاول المقبل.

وكان البرلمان شهد مساجلات حادة نهاية الأسبوع الماضي بين ممثلين عن التيار الصدري وحزب الفضيلة عدوا دعوة المجلس الأعلى لـ (رفع المظلومية عن مدينتي البصرة والعمارة باستخدام الرموز الدينية تقف خلفه اغراض انتخابية).

وصدر بيان بتوقيع ثماني كتل نيابية هي القائمة العراقية وكتلة الفضيلة والكتلة الصدرية والكتلة العربية للحوار الوطني وكتلة تيار الإصلاح ومجلس الحوار الوطني وكتلة رساليون والتجمع الديمقراطي الوطني ادرجت فيه نقاط الخلاف في مشروع قانون مجالس المحافظات عرضته على مجلس النواب للبت فيه في وقت أكدت تأييدها لمنع استخدام الرموز الدينية في الحملات الانتخابية .

ولفت عبدالخالق زنكنة، النائب عن كتلة التحالف الكردستاني الى أن الكتلة الكردية تعارض استخدام صور السيستاني في الدعوة الانتخابية، مشيراً الى ان المرجع الشيعي (لا علاقة له بمجلس النواب ولا بالكتل النيابية واعلن انه يقف على المسافة ذاتها من كل الكتل ولا يدعم أي جهة او حزب سياسي على حساب آخر).

الى ذلك حذر اياد جمال الدين، النائب عن القائمة العراقية من استمرار المجلس في استخدام الرموز الدينية في الانتخابات ورفع صور المرجعيات، وعدَّ هذا الامر مخالفا للدستور الذي نص على عدم اقحامها بالشأن السياسي. وقال إن الاحزاب الدينية لا تستطيع الاعتراف بالواقع المر الذي خلفته نتائج الانتخابات الماضية التي أفرزت نماذج اخفقت في تحقيق طموحات الشعب وفشلت في تنفيذ برامجها السياسية.

وشدد النائب عمر عبد الستار الكربولي عضو البرلمان عن جبهة التوافق على ضرورة استخدام البرامج السياسية لا الرموز الدينية وقال (من الضروري ان تصر الكتل البرلمانية على استخدام الرموز السياسية وليس الرموز الدينية او العلمانية او القومية وهذا هو المنطق الصحيح لدخول الانتخابات).

ومن جانبه اكد النائب محمه خليل عضو التحالف الكردستاني على أن القانون منع استخدام الرموز الدينية في الدعاية الانتخابية داخل دوائر الدولة العراقية، ولكنه سمح باستخدامها على واجهات دور العبادة فقط خلال الحملة.وقال إن الانتقادات التي يتعرض لها المجلس الاعلى لن توقفه عن هذا السلوك.

من جهته قال الحزب الإسلامي العراقي بزعامة طارق الهاشمي انه لا يؤيد استخدام الرموز الدينية المتمثلة بالشخصيات الدينية العامة غير المنخرطة في النشاطات السياسية والموجودة في الساحة العراقية، بخلاف الشخصيات الدينية التي تبنت أفكارًا ونشاطات سياسية معينة، إذ نرى أن من حقها ان تروّج لقائمتها أو كتلتها بعد ان تعرف الجمهور على اتجاهها السياسي مسبقًا.

ويرى النائب مثال الالوسي ان من حق كل حزب ان يقوم بالترميز لنفسه وهذه هي الاصول الانتخابية لكن للرموز الدينية في الشرق الاوسط عموما وفي العراق خصوصاً مكانة كبيرة واثارة عاطفية، ( ونحن نقول ان الاحزاب الناضجة لا تحتاج الى الاثارة العاطفية بل تقدم برامج سياسية واقتصادية ووعودا تفي بها)، مضيفا في حديثه: لا اعلم كيف يتحججون بالرموز الدينية وهناك فشل دام اربع سنوات في مجالس المحافظات (هناك سرقات ومحافظون متخلفون كذابون مزورون لا يستحقون حتى ادنى حدود الاحترام ) .

بينما يشير النائب عن كتلة الائتلاف القيادي في المجلس الأعلى حميد رشيد معلة الى إن المجلس اعترض بشدة على منع استخدام المساجد والحسينيات في الترويج للقوى السياسية المتنافسة في انتخابات مجالس المحافظات المقبلة، مبيناً أن دور العبادة هي من الأماكن المهمة التي يجتذب بها المجلس الناخبين. واضاف أن هناك نواحي وأقضية لا يوجد فيها سوى المسجد مكاناً لإلتقاء الناس والحديث عن الانتخابات. وشدد بالقول على أن هذا البند يحرم الائتلاف من (فرصته) في جذب أكبر عدد من الناخبين إليه. واكد أن الرموز والشخصيات الدينية هي شخصيات وطنية تمثل العراق ومن ثم فإن المجلس الأعلى حريص على أن تكون ضمن الدعاية الانتخابية له لما تمثله من ثروة قيمية ولما لها من ثقل في الترويج لأفكار المجلس الأعلى الإسلامي وقيمه .

ويقابل إصرار الأحزاب الشيعية على استخدام رموزهم الدينية رفض من العلمانيين والمستقلين. وكانت المفوضية العليا للانتخابات اصدرت تعليمات تمنع بموجبها استخدام الرموز الدينية.

المعروف ان الائتلاف الشيعي كان قد استخدم اسم المرجع الشيعي الاعلى آية الله السيد علي السيستاني وصوره واقواله في الانتخابات النيابية السابقة التي جرت اواخر عام 2005 لاظهار تأييده للائتلاف ودعمه له الامر الذي ساعده في الحصول على غالبية الاصوات ولاسيما في مناطق الجنوب الشيعية. وللائتلاف الشيعي حاليًا 85 مقعدًا في مجلس النواب البالغ عدد اعضائه 275 نائبًا.

يعطيكي العافيه يالغاليه

تحياتي

magn0000n